البخل التسويقي

البخل التسويقي، هو مرض يصاب به عدد كبير من رجال الأعمال. هو باختصار صورة من صور تعطيل العملية التسويقية الإبداعية كما يقول المثل الشعبي الشهير (مال البخيل يأكله العيار).
على غرار المثل الشعبي ستجد الكثير من العلامات التجارية لا يستثمرون أو بلغتهم لا يصرفون على القنوات والمواد التسويقية طيلة السنة لكنه في اللحظة الأخيرة يقرر بدء حملة إعلانية فيستنفذ كل الميزانية في حمله قد تفشل.

البخل ضد السخاء والجود والكرم وإليكم صور من البخل التسويقي يا معشر المبدعين العاملين في مجال التسويق والتصميم:

  1. أنت تفكر، تقرر، تحدد، تختار، تصور، تكتب، أنت تعتقد انك سوبر مان، هذا بخل تسويقي.
  2. من اليوم الأول للحملة تريد نتيجة عظيمة، هذا بخل تسويقي.
  3. أنت تحب أن تقلد منافسيك في كل خطوة تسويقية يقومون بها، هذا بخل تسويقي.
  4. أنت دائما تربط علاقاتك الاجتماعية بالمال والأعمال لتحصل على ما تريد بدون انفاق، هذا بخل تسويقي.
  5. انت لا تهتم بالجوهر التسويقي والهدف، أنت تهتم باللون والجرافيكس، أنت بخيل تسويقيًا.
  6. تقارن موادك التسويقية بالعلامات التجارية الكبرى ولكن ميزانيتك لا تكفي لشراء فلافل! أنت بخيل تسويقيًا.
  7. أنت لا تفرق بين سنة 2020 وسنة 2002، أنت بخيل تسويقيًا.
  8. أنت دائمًا تقول للمصممين، عندي معارف كثيرة سأحولهم للعمل معك! أنت بخيل تسويقيًا وبنسبة 100%.
  9. أنت لا تقدم عروض وخصومات، أنت تعتقد إن هذا الشيء يضر بعلامتك التجارية، هذا بخل تسويقي.
  10. لا تشارك المجتمع في الجانب التسويقي، لا ترعى أو تنضم لمؤسسات المجتمع، هذا البخل التسويقي.
  11. أنت تستخدم صور قوقل وبكل بجاحة وفي كل المواد التسويقية، هذا بخل تسويقي.
  12. اهمال الويب (الموقع الالكتروني) منذ الانطلاقة وعدم تجديد الاشتراك، هذا بخل تسويقي.
  13. لا تستخدم صور عالية الجودة لمنتجاتك أو لمشاريعك، هذا بخل تسويقي.
  14. أنت بشكل دوري تتواصل مع شركات الإعلان والتسويق ولكنك متردد، هذا البخل التسويقي.
  15. أنت تغير الجهة التسويقية مرات عديدة في فترة وجيزة، هذا البخل التسويقي.
  16. أنت تخاف من المغامرة ولست جريء في الإنفاق على مشروعك، هذا البخل التسويقي.
  17. تطبع في أرخص آلة طباعة وبدون أي تقنية فنية، هذا بخل تسويقي.
  18. عدم الاهتمام برجال التسويق في الشركة وتحويلهم لمنفذين فقط، هذا بخل تسويقي.
  19. أنت لا تفرق أصلا بين أنواع الإعلانات فأنت لست الشخص المناسب لكنك متغطرس، هذا بخل تسويقي.
  20. إعادة نشر كل التصاميم القديمة بدون أي تحسين فقط من باب النشر، هذا بخل تسويقي.
  21. تمر سنة كاملة على مشروعك بدون أي اعلان سبونسر، هذا بخل تسويقي.
  22. أنت تنفق في المكان الخاطئ مع قناعة كاملة ، هذا بخل تسويقي.

أخيرًا…. إن البخل التسويقي يعود بالضرر على البخيل، ونحن على معرفة تامة أن البخيل يملك، نعم يملك ولكنه لا ينفق وهذه الصفة من أسوء صفات بعض رجال الأعمال ومديري التسويق الذين همهم الأول أن يحصلوا على تصاميم ومواد مجانية وأن يحصلوا على مبيعات عالية من دون جهدٍ وانفاقٍ تسويقي.


هذه المقالة لأولئك المصابين بمرض البخل التسويقي وهي تستثني بعض المشاريع.

بناء كونسبت جديد لمشروع سفر وسياحة قائم، كيف تم ذلك؟

هذه الحالة تمت في عام ٢٠١٦ بعد الجلوس لأكثر من مرة على طاولة مستديرة مع صاحب القرار في وكالة لبيك للسفر والسياحة، إحدى الوكالات المعروفة وذات السمعة الطيبة في المجال وفي مملكة البحرين والمنطقة الشرقية تحديدًا من المملكة العربية السعودية وأنا متأكد إن نطاق عملائهم قد توسع وازداد وذلك لأنني أكتب هذه الحالة الدراسية اليوم في يونيو ٢٠٢٠.

الانطباعات، تكلمت كثيرًا عن الانطباعات باعتبارها نقطة جوهرية لايمكن التغاضي عنها.  والانطباع هو المكانة الذهنية التي يسعى من خلالها رجال التسويق بناء صورة في ذهن المستهلك، تعلمون أن السوق مكتظة إن صح التعبير لذلك يلجأ المسوقون والمصممون وكما قال صديق الدراسة السيد كوتلر ( هههه أبدًا مو صديقي) إن تموضع المنتج يعني اعطاءه قيمة وميزة تفرقه عن المنتوجات المنافسة.

ولكني أقصد في هذه الحالة ( لبيك للسفر والسياحة) انطباع عام عن العلامة التجارية نفسها. مع شرطية الاستخدام الصحيح ومع مرور الجهود التسويقية ستُمنح الزبون قناعة تامة فيما تود أن تقدم. لأن الانطباع الذي كان في أذهاننا عن علامة لبيك كان متماشيًا مع ( لبيك اللهم لبيك) وخصوصًا أن هذا المشروع بدأ برحلات الحج والعمرة فإلتصق الانطباع الديني على مُجمل خدمات هذا المشروع.

اليوم، لبيك لم تعد حملة للحج والعمرة، لبيك أصبحت شركة رائدة في مجال السفر والسياحة للأفراد أو المجموعات وبدأ المنافسون الصغار بتقليد لبيك في كل صغيرة وكبيرة وبشهادة مجروحة (ليست مجروحة!) من المسافرين. لذلك كان التحدي في هذه الحالة كالآتي:

التحدي: تغيير الانطباعات عن العلامة التجارية (لبــــيك للسفر والسياحة)

الحلول: أنا متفق وأنتم متفقون وألف مليون وخمسمائة وسبعة عشر مرة كررت هذه القاعدة الذهبية، النتائج التسويقية مبنية علي العقلية التسويقية، فكل عقل تسويقي قد يضع استراتيجية مختلفة لكن الهدف واحد، الهدف واحد، الهدف واحد.

بعد البحث والتحري، التحليل والقراءة وقليلًا من العصف الذهني الفردي والجماعي توصلت إلى أن كلمة (لبيك) ككلمة يمكن ان تُستخدم في القصص والروايات وتحديدًا قصة المارد أو الجني الذي يخرج من المصباح السحري ويقول: شبـــيك لبــــيك، كأنها فكرة أو مخرج بالفعل هي (كونسبت) يمكن من خلاله تغيير جذري للبراند من نواحي مختلفة.

أي يمكن أن نقول: حكاية تايلند عوضًا عن رحلات تايلند من باب المثال، ويمكن أن نستخدم هاشتاغ (وتستمر الحكـــــاية) لتوظيف نفس المعاني والدلالات. نحن نبي كونسبت جديد، نعم جديد ( أنا متحمس) أكثر من المارد نفسه! ومن نفس المدخل يمكن أن نضع برنامج للحكايات ويمكن أن نوزع على مسافرينا هدايا، وهذه الهدايا عبارة عن مصباح سحري ولكن بدون غبار أي اذا افتتحته يتحول إلى حافظة للعطور والبخور.

إن مصباح علاء الدين قد يأخذنا لابتكار شخصية المارد، للرحلات التي ينضم إليها الصغار. هكذا بدأت الحكاية والتي استمرت مع صديقنا الجديد لبيك للسفر والسياحة حيث كانت المدة لا تتجاوز الشهرين وكان الهدف تحسين الظهور على منصات التواصل الاجتماعي وتعديل جزء من الانطباع القديم.

توزعت الخطة الرئيسية إلى العديد من أنواع المنشورات كي نضمن تحقيق التفاعل، التواصل والحب وأخيرًا التضحية. وإليكم نماذج من تلك المنشورات والتي بدأت تستخدم المنهج الجديد لنتخلص من الاعتقادات القديمة ونبني اعتقادات جديد عن العلامة التجارية.

العراقيل: أحيانًا تتعرقل وتسقط (أمزح)، أحيانًا تصاب بعراقيل تود أن يسمعها أحد ما كي يتصور كيفية العمل وكيفية التجهيز، من تلك العراقيل في هذا المشروع:

  • الوقت كان عنصرًا قاسيًا في تأدية هذه المهام
  • ألوان الشعار كانت ليست من النوع المناسب
  • لا يوجد للعلامة عنصر مرئي مساند
  • العشوائية في التاريخ القديم
  • موسم السفر قد بدأ

النتيجة:

انطلاقة جديدة لعلامة لبيك للسفر والسياحة، انتقال جديد لفتح فرع جديد ونشاط أكثر في المواد التسويقية المطبوعة. لا أعلم ماهي النتيجة في قسم المبيعات لأن في وطننا العربي ( تقريبًا لايجوز لك السؤال)! ولكن بناءً على الملاحظة فقد تطورت الخطة إلى بناء فريق تصميم جديد داخلي في مكاتب لبيك لإنهاء التصاميم المستعجلة والسريعة.

أخيرًا:

أنا ممتن وراضي لو حصلت على قارئ واحد لهذه الحالة التسويقية.

 

 

 

 

 

تحويل الهوية الرقمية لـ بورصة البحرين

قبل البدايــــة:

بورصة البحرين أو الواجهة المالية للملكة، كان لي الفخر والإعتزاز في إضافة لمساتي على بناء هوية رقمية خاصة بمنصات التواصل الاجتماعي بالتعاون مع فريق التسويق والتواصل في البورصة وأكيدًا بمعية فريقي المبدع في ليث ميديا. لقد كان التحدي الكبير هو كيفية استنباط عناصر جرافيك من الشعار أو من الهوية الرئيسة لبورصة البحرين.

اقتبست لكم هذه الصورة قبل أن نبدأ في تغيير الهوية الرقمية لتوضيح مقدار التغيير من الناحية الفنية مع العلم إن المحتوى كان يُرسل إلى مكاتبنا جاهز من قبل فريق بورصة البحرين.

العنصر المساند:

كما تعرفون أن لكل علامة تجارية عنصر مرئي مساند، إن هذا العنصر بالفعل مساند يساعد المتابعين على تذكر البراند قبل أن يروا الشعار، أي عند التعرض لمنشور عبر منصات التواصل الاجتماعي يمكن للمتابع أن يُخمن ويصيب إسم البراند فقط لرؤيته العنصر المساند أو ما أطلقت عليه Brand Supporting Element.

لقد كان شعار البورصة مُتقن من الناحية البصرية لذلك وبناءً على مفهوم البورصة في الصعود والنزول اقتبسنا الأسهم  باللونين الأحمر والأزرق كألوان رئيسة لهوية بورصة البحرين، وبدأنا بفعل مبدأ الإيقاع كأحد أهم مبادئ التصميم الستة أن نوظف المبدأ في سبيل تثبيت الهوية البصرية الرقمية في أذهان المتابعين.


الهــــدف أولًا:

بدأنا جدولة المنشورات الجديدة والثيم الجديد من أجل تحقيق مجموعة من الأهداف، حيث كان الهدف الأول هو بناء شخصية لعلامة بورصة البحرين عبر استخدام الألوان الرئيسة للبراند وعبر استخدام العنصر المساند كما وضّحت مسبقًا. وهذا جزء من المقترح الذي تم تنفيذه من الجانب التخطيطي قبل الشروع في المرحلة الجديدة عبر منصات التواصل الاجتماعي.