هذه الحالة تمت في عام ٢٠١٦ بعد الجلوس لأكثر من مرة على طاولة مستديرة مع صاحب القرار في وكالة لبيك للسفر والسياحة، إحدى الوكالات المعروفة وذات السمعة الطيبة في المجال وفي مملكة البحرين والمنطقة الشرقية تحديدًا من المملكة العربية السعودية وأنا متأكد إن نطاق عملائهم قد توسع وازداد وذلك لأنني أكتب هذه الحالة الدراسية اليوم في يونيو ٢٠٢٠.

الانطباعات، تكلمت كثيرًا عن الانطباعات باعتبارها نقطة جوهرية لايمكن التغاضي عنها.  والانطباع هو المكانة الذهنية التي يسعى من خلالها رجال التسويق بناء صورة في ذهن المستهلك، تعلمون أن السوق مكتظة إن صح التعبير لذلك يلجأ المسوقون والمصممون وكما قال صديق الدراسة السيد كوتلر ( هههه أبدًا مو صديقي) إن تموضع المنتج يعني اعطاءه قيمة وميزة تفرقه عن المنتوجات المنافسة.

ولكني أقصد في هذه الحالة ( لبيك للسفر والسياحة) انطباع عام عن العلامة التجارية نفسها. مع شرطية الاستخدام الصحيح ومع مرور الجهود التسويقية ستُمنح الزبون قناعة تامة فيما تود أن تقدم. لأن الانطباع الذي كان في أذهاننا عن علامة لبيك كان متماشيًا مع ( لبيك اللهم لبيك) وخصوصًا أن هذا المشروع بدأ برحلات الحج والعمرة فإلتصق الانطباع الديني على مُجمل خدمات هذا المشروع.

اليوم، لبيك لم تعد حملة للحج والعمرة، لبيك أصبحت شركة رائدة في مجال السفر والسياحة للأفراد أو المجموعات وبدأ المنافسون الصغار بتقليد لبيك في كل صغيرة وكبيرة وبشهادة مجروحة (ليست مجروحة!) من المسافرين. لذلك كان التحدي في هذه الحالة كالآتي:

التحدي: تغيير الانطباعات عن العلامة التجارية (لبــــيك للسفر والسياحة)

الحلول: أنا متفق وأنتم متفقون وألف مليون وخمسمائة وسبعة عشر مرة كررت هذه القاعدة الذهبية، النتائج التسويقية مبنية علي العقلية التسويقية، فكل عقل تسويقي قد يضع استراتيجية مختلفة لكن الهدف واحد، الهدف واحد، الهدف واحد.

بعد البحث والتحري، التحليل والقراءة وقليلًا من العصف الذهني الفردي والجماعي توصلت إلى أن كلمة (لبيك) ككلمة يمكن ان تُستخدم في القصص والروايات وتحديدًا قصة المارد أو الجني الذي يخرج من المصباح السحري ويقول: شبـــيك لبــــيك، كأنها فكرة أو مخرج بالفعل هي (كونسبت) يمكن من خلاله تغيير جذري للبراند من نواحي مختلفة.

أي يمكن أن نقول: حكاية تايلند عوضًا عن رحلات تايلند من باب المثال، ويمكن أن نستخدم هاشتاغ (وتستمر الحكـــــاية) لتوظيف نفس المعاني والدلالات. نحن نبي كونسبت جديد، نعم جديد ( أنا متحمس) أكثر من المارد نفسه! ومن نفس المدخل يمكن أن نضع برنامج للحكايات ويمكن أن نوزع على مسافرينا هدايا، وهذه الهدايا عبارة عن مصباح سحري ولكن بدون غبار أي اذا افتتحته يتحول إلى حافظة للعطور والبخور.

إن مصباح علاء الدين قد يأخذنا لابتكار شخصية المارد، للرحلات التي ينضم إليها الصغار. هكذا بدأت الحكاية والتي استمرت مع صديقنا الجديد لبيك للسفر والسياحة حيث كانت المدة لا تتجاوز الشهرين وكان الهدف تحسين الظهور على منصات التواصل الاجتماعي وتعديل جزء من الانطباع القديم.

توزعت الخطة الرئيسية إلى العديد من أنواع المنشورات كي نضمن تحقيق التفاعل، التواصل والحب وأخيرًا التضحية. وإليكم نماذج من تلك المنشورات والتي بدأت تستخدم المنهج الجديد لنتخلص من الاعتقادات القديمة ونبني اعتقادات جديد عن العلامة التجارية.

العراقيل: أحيانًا تتعرقل وتسقط (أمزح)، أحيانًا تصاب بعراقيل تود أن يسمعها أحد ما كي يتصور كيفية العمل وكيفية التجهيز، من تلك العراقيل في هذا المشروع:

  • الوقت كان عنصرًا قاسيًا في تأدية هذه المهام
  • ألوان الشعار كانت ليست من النوع المناسب
  • لا يوجد للعلامة عنصر مرئي مساند
  • العشوائية في التاريخ القديم
  • موسم السفر قد بدأ

النتيجة:

انطلاقة جديدة لعلامة لبيك للسفر والسياحة، انتقال جديد لفتح فرع جديد ونشاط أكثر في المواد التسويقية المطبوعة. لا أعلم ماهي النتيجة في قسم المبيعات لأن في وطننا العربي ( تقريبًا لايجوز لك السؤال)! ولكن بناءً على الملاحظة فقد تطورت الخطة إلى بناء فريق تصميم جديد داخلي في مكاتب لبيك لإنهاء التصاميم المستعجلة والسريعة.

أخيرًا:

أنا ممتن وراضي لو حصلت على قارئ واحد لهذه الحالة التسويقية.

 

 

 

 

 

4 1 تصويت
Article Rating
إشعارات إلى
guest
0 Comments
الملاحظات المضمنة
إظهار كل التعليقات