دائمًا يتكلمون عن الإرهاق البدني وعن الطاقة البدنية على أنها محدودة وتختلف من إنسان إلى آخر ولكن ماذا عن الإرهاق الذهني والتفكير العميق وعملية انتاج الأفكار؟
إن البحث اليومي والتفكير المستمر في سبيل انتاج الأفكار الإبداعية كمتطلب من متطلبات عكمملك كمُبدع يزيذ من تركيزك على الجانب الذهني أكثر بكثير من تركيزك على الجانب البدني ( إلا من رحم ربي).
يقول الخبراء، ان الإرهاق الذهني يعد أشد وطأة من الإرهاق البدني بعكس ما يعتقد الناس عامةً بشأن أدمغتهم، لأن المحاولات اليومية في انتاج الأفكار المختلفة في مجالات متعددة وبأساليب يجب أن تكون فريدة من نوعها، تأخذ حيزًا من مشاعر وطاقة المبدع ناهيك عن الحياة السريعة والمشحونة بالتكنلوجيا المضرة بأدمغتنا.
إن العمل المبدع قد يحتاج إلى ساعات طويلة يومية تزيد من التعب الجسدي والنفسي وتؤثر على وظائف الذهن مستقبلًا. فلا مجال للمكابرة على أن شغل المبدعين هو شُغل ترفيهي وممتع فيه أوقات فراغ كثيرة وأكواب رائعة من القهوة! كما يتم الترويج له.
في تجربة رائعة قام بها باحثون من مقاطعة ويلز، طلبوا من 16 متطوعًا ركوب دراجة ثابتة حتى الشعور بالإجهاد. في حالتين، الأولى عندما كانوا مجهدين ذهنيًا والأخرى عندما كانوا مرتاحين ذهنيًا.
تمت مراقبة الحالتين من خلال قياس نبضات القلب، ضغط الدم، كمية الاوكسجين وغيرها والنتيجة كانت كالآتي: في حالة التعرض للإجهاد الذهني توقف المتطوعون بعد 15 دقيقة بسبب أن الاجهاد الذهني يؤثر على المادة الكيميائية (الدوبامين) الموجودة في الدماغ والمسؤولة عن النشاط والحركة والتحفيز. والمرتاحين (ياعيني) استطاعوا الاستمرار لأكثر من ١٥ دقيقة.
هل تشعر بعد يوم طويل من التفكير والعمل بأنك غير قادر على الذهاب إلى الـGym ؟ انت اذًا ممن يتعرضون للإجهاد الذهني فانتبه (لوسمحت).
التوتر، الضغط، التفكير وغيرهم مؤثرين من الدرجة الأولى في زيادة الإرهاق الذهني، هل جربت الجري؟ يقال إنه نشاط بدني وذهني في الوقت نفسه خصوصًا إذا اندمج مع التأمل!
هل جربت النوم لفترة أطول مما تعتاد عليه؟ هل جربت أن تعطي نفسك إجازة من الشغل والأفكار والابداع؟ هل جربت الابتعاد عن موبايلك وعن منصات التواصل الاجتماعي؟ هل جربت تعديل نظامك الغذائي المؤثر على صحتك العقلية؟ أو هل مارست التأمل يومًا ما؟ هل جربت تغيير مكتبك؟ هل تستنشق هواء نقي؟ وهل وهل وهل؟
لا يقتصر الأمر على النشاط البدني والتغذية فقط، بل كيف نتعامل مع المجتمع (البيئة الاجتماعية) من هم الذين نقضي معهم أوقاتنا؟ وكيف نُنفق طاقتنا معهم؟ ومذا نشاهد وماذا نسمع؟
مرةٌ أخرى، هل جربت أن تقول (كلا) لأن هذه المشاعر السلبية قد تزيد من الإرهاق الذهني، ضع في عين الاعتبار هذا: الكلمات السلبية والمشاعر البائسة والذكريات الحزينة مؤثرات قاتلة لذهنك!
قبل النهاية … إن الإرهاق الذهني قد يقصر العمر!