بعد قراءات كثيرة وتجربة لا بأس بها في مجال تسويق العطور توصلنا إلى نقاط تكاد أن تكون ثوابت في فـن تسويق العطور. إن الصعوبة في تسويق العطر الجديد تكمن في الرائحة، فكيف يمكننا أن نجرب ارتداء تلك الرائحة عبر السوشال ميديا أو عبر الموقع الإلكتروني.
وقبل الإجابة على هذا السؤال نستعرض معًا هذه الثوابت:
أولًا: العلامة التجارية (البراند):
أي أن تبني انطباعات صحيحة عما تقدم من عطور، فالعطور الكلاسيكية تختلف تمامًا عن العربية عن الفرنسية وهكذا. أو قد يكون متجرك متنوع من ناحية العطور المعروضة.
إن هذه الانطباعات تُبنى بشكلٍ استراتيجي مع خبير في بناء العلامات التجارية حتى الوصول إلى الهدف المنشود. فيمكن لهذا الخبير أو الفريق المبدع أن يأخذ مشروعك الصغير إلى انطباعات كبيرة أو صغيرة وفق القيم المحددة مسبقًا للمشروع. نحن نتكلم عن ملحقات كثيرة ترتبط مع بعضهما البعض لتؤسس علامة تجارية يشار إليها بالبنان بدءًا من اسمك التجاري! وهذا يندرج أسفل (استراتيجية العلامة التجارية).
ما أود أن أقوله: هل علامتك التجارية تسير وفق استراتيجية محددة أو تسير وفق البركة.
ثانيًا: نوع الرائحة وتركيبة العطور:
إن هذه العملية الفنية قد تكون هي السر الأول في صناعة العطور وفق التصنيفات المرغوبة في السوق المستهدفة رغم أن الجميع بالدرجة الأولى يبحث عن عطر ذو جودة عالية، سعر مناسب، رائحة وتركيبة ذات ثبات عالي.
هل تراجع التركيبات التي تبتكرها وهل تراعي الفوارق الشخصية في الاختيار والفوارق الموسمية؟ ومسألة الذوق العام وفق ثقافة كل منطقة جغرافية.
ثالثًا: المحتوى التفاعلي:
هل شاهدت او قرأت في إحدى منصات التواصل الاجتماعي لأي علامة معروفة في عالم العطور تتكلم بشأن كيفية اختيار العطور؟ عن عطر ليلة الزفاف مثلاً؟ كيف تتعرف على العطور الأصلية من التقليد؟ ماهي العطور الأنسب للمدخن؟ وغيرها من المواضيع المرتبطة بالعطور والروائح وفيها قيمة للقارئ أو المشاهد أو المتابع؟
سؤالي لك: هل أنت مؤمن بالتسويق بالمحتوى؟ كي يساعدك في توصيل أفكار عطورك؟
رابعًا: المتجر الالكتروني
كيف نستغل ذلك في الوصول لأي مكان في أي زمان مع استخدام أدوات الترويج الرقمية مثل القسائم، كود الخصم، التوصيل المجاني، الشحن المجاني وهكذا من المحفزات التي تزيد من كفاءة البيع الالكتروني. هل جربت ذلك؟ نعم لقد جربت وفشلت الخطة! يمكنك استبدال الخطة لحين الوصول إلى السيناريو الصحيح.
خامسًا: التغليف
كما أسلفنا في مدونات سابقة أن العين تشتري، أي أن لا تتجاهل التغليف، اللون، البطاقات، نوع التغليف وشكل قنينة العطر. قد ترفع هذه التكتيكات من قيمة العطر ومن سعره! لا تجعل منتجك متشابه مع منتجات أخرى من ناحية التغليف كي لا يغرق بين المتشابهات وتسقط كل محاولات إنقاذه للوصول لسطح السوق. أكرر لا تجعلهم متشابهين!
كما تعرف لكل عطر رائحة، ثبات، رونق، جو خاص وأكثر، من هذه المكونات يمكن أن نستلهم الشكل والتغليف. فالعطور الموجهة للأطفال الرضع مختلفة تمامًا عن العطور الموجهة للرجال في سن الثلاثين.
سادسًا: العينات المجانية
هل تتذكر العينات المجانية والقنينات الصغيرة جدًا سهلة الحمل ويمكن وضعها في السيارة أو في الحقيبة؟ أين اختفت هذه الزجاجات؟ اليوم يقومون برش العطر على اليد أو في قطعه منديل فقط! لو رجعنا واستخدمنا الطريقة البدائية الأولى لحققنا أثر أكبر في إمكانية التجريب، زيادة الاهتمام ومن ثم الشراء حتى نصل لأهم مرحلة وهي تكرار الشراء.
عطورك الجديدة لا نعرفها ولا نرتبط بها فكيف لنا أن نقدم تضحية ونشتريها بدون تجربة لمدة معينة ومجانية
سابعًا: طريقة العرض:
نعم، الطريقة المثلى لعرض العطور على الرف، مقابل الزبائن، المكان له دور كبير في اظهار العطر على أنه الأفضل. المكان هو عنصر من بين أربعة عناصر مهمة رُكز عليها منذ ١٩٥٣ عند طرح المزيج التسويقي لأول مرة. انتبه للمكان!
واقصد كل شيء مرتبط بالمكان، الإضاءة، الرف، الشكل، الموقع، الموسيقى وغيرها.
ثامنًا: تصوير المنتج
لا تتهاون ولا تتجاهل طريقة التصوير، استخدم اخراج فني احترافي ذو عمر افتراضي طويل لديمومة الطلب على المنتج ذاته. واعطِ كل منتج طريقة على أن يشابه الجميع في الطريقة الاستراتيجية التي تعبر عن علامتك التجارية.
هذه الثوابت الثمانية ستجدها واضحة في العلامات العالمية والعريقة، لقد حان دورك في سبيل الوصول لفن تسويق العطور ناهيك عن أفكار أخرى مهمة مثل ظهور الخبير المتحدث والمشاركة في الفعاليات والمعارض وغيرها من طرق تسويق العطور.