التسويق هو الفضولي المُفضل الذي يتدخل في كل صغيرة وكبيرة ولكن بهدف تلبية الحاجات واشباع الرغبات من جميع النواحي، تجده حاضرًا في المنتجات والخدمات، في الشركات الربيحة والمنظمات غير الربحية. اليوم بات واضحًا وفعالًا ما يسمى بالتسويق الشخصي! نعم الشخصي! أنت كشخص مهما كانت مهاراتك وتوجهاتك فتستخدم هذا النوع من التسويق بشكلٍ أو آخر في سبيل تحقيق أهدافك، ماذا عن الرياضة أو عفوًا عن (بزنز) الرياضة.
الرياضة اليوم لغة عالمية يجتمع فيها العالم بحب وشغف وأحيانًا ينتهي المطاف بـ (هوشة) يسيل الدم فيها من الكوع إلى البوع. ( إبحث عن الفرق بينهم). اليوم ، يستثمر رجال الأعمال أموالًا طائلة كافية لتخليص العالم من الجوع (لماذا؟).
لأن وببساطة الرياضة منتشرة في كل زاوية من زوايا العالم الواقعي والافتراضي بعد ما لعب التسويق دور البطل في تمييز لاعبين عن آخرين وألعاب عن أخرى. ( بعد ما تقمص التسويق شخصية البطل في تمييز لاعبين عن آخرين وألعاب عن أخرى.) ولتتضح معالم الصورة، إليك هذه الأمثلة (النماذج) التي تبين مدى أهمية التسويق الرياضي.
التسويق الرياضي زاد (عزز) من أهمية اللاعبين المبدعين وزاد (وضخم) من تدفق الأموال إلى جيوبهم فبدون مقطع مرئي تسويقي لا يمكننا أن نتابع قصص اللاعبين حول العالم, أنت تشاهد مجموعة كبيرة من الاعلانات التي تظهر لك رغمًا عنك في منصات التواصل الاجتماعي أو أثناء مشاهدة المباريات المهمة المباشرة عندما تتبجح على كرسي المقهى وكأنك مدرب من الطراز القديم.
أنت ترى الكم الهائل من القنوات الفضائية، المواقع الإلكترونية، منصات التواصل الاجتماعي وغيرها ممن يعملون ليلًا ونهارًا(علشان راحتك) أقصد من أجل نقل الأخبار والمقاطع أي من أجل التسويق بإعتباره مدخلاً لمجموعة من الأنشطة المقصودة والغير مقصودة من أجل جذب انتباه المهتمين بشأن موضوع ما أو منتج ما وينتج عنه استجابة وينتج عنه استجابة وينتج عنه استجابة.
كنت ومن دون قصد أشاهد مصارعة، رغم أنني لاأجيد المصارعة باليد أجيدها بالكلمات فقط! وتفاجأت بأن من كانوا حولي يقولون هذا تمثيل! نعم على حد قولهم تمثيل. إن هذا التمثيل هو جزء من التسويق! وفي الوقت ذاته كانوا يشاهدون مباراة كرة قدم مملة ولكن أحد اللاعبين وأتذكر كان طويل القامة مفتول العضلات إلى حدٍ ما قد أصاب هدف في (المقص) وبعدها ركض وعمل حركة بهلوانية مضحكة حفظها الناس وبدأو تطبيقها على تطبيق (تك تُك)، هذا أيضاً تسويق!
يعني أن المصارعين يمكن أن يتعاركون وفق قصة script مكتوبة مسبقًا ويعد ذلك أعظم أنواع التسويق وهو ما يعرف بالتسويق بالحكايا والقصص من أجل زيادة عدد المشاهدات والمتابعين وهذا نتيجة تسويقية لتقييم نجاح الاستراتيجية أو الخطة لأن الخطة الغير مقرونة بمعايير لقياس الكفاءة والأداء قد تفشل.
بصفتك رياضي، هل تعلم أن هناك عدد كبير من المباريات الودية هدفها الاستعراض فقط، وهذا هدف تسويقي يستخدمه المسوقين عند محاولتهم لاستعراض منتج جديد أو فكرة جديدة في السوق. بعد هذه الأمثلة المتشابكة اتجه رجال الاعمال للاستثمار في الأندية أو يمكن أن نطلق عليه (الخصخصة) أو تحويل الأندية الغير ربحية إلى ربحية وهو ذاته ما تم طرحه للتنفيذ وفق سياسة حكومية في مملكتنا الحبيبة بتحويل الأندية الوطنية إلى أندية استثمارية.
وصلنا خير!! أنا مؤيد جدًا لهذا التوجه رغم أنني لا أجيد ركل الكرة في المرمى لأن دائما المرمى يُخيب ظني! لكني خبير (إيه خبير) في التسويق من النظرة العامة إلى الخاصة بصفتي أعمل في هذا المجال وأملك شركة شبابية إبداعية مميزة ( هذا اعلان عن كاتب المقال). لماذا كل هذا التأييد؟
أولاً : التوجه العالمي سبقنا بسنوات بهذا الشأن وقد حان الوقت في البحرين خصوصًا بعد دراسات ومناقشات لهذا القرار الصائب الذي قد يجده البعض خائب!
ثانيًا: سترفع الخصخصة والاستثمار من قيمة اللاعب المحلي في مختلف النواحي، إذ سيبدأ الاهتمام الفعال بأنشطة التسويق التي تُروج للنادي ولاعبيه، لمرافق النادي وألعابه، حتى ملابس اللاعبين سيكون لها نصيب من الاستثمار! من دون مبالغة، أنا وغيري من المستهلكين يمكن بفعل التسويق إن نشتري ملابس رياضية لأندية بحرينية إذا كنا من الجمهور أو من أصحاب وأحبة اللاعبين (قوية). ليست قوية هذا واقع!
ثالثاً: ستحظى المؤسسات الرياضية بفرصة لإعادة هيكلتها بشكل يتناسب مع حجم عملها، إذ يشتكي البعض من سوء الإدارة أو لنقُل من المهارة الإدارية في بعض النوادي والتي تعرقل مسيرة اللاعب (الصحة النفسية مهمة) لذلك هذا التوجه سيعيد ترتيب الهياكل الإدارية بسبب التحول للإستثمار فالنادي هنا بحاجة لمن يحقق أهدافه في المرمى وأهدافه التجارية من أرقام ومبيعات. (طبعًا الثانية مهمة).
رابعًا: يمكن (قلت يمكن) أن تتنافس الشركات الكبرى في أن تكون الراعي ولو أن هذه الشركات ستختار الأندية التي تضم أكبر قواعد من الجمهور. لكن سيكون نصيب للشركات المتوسطة أيضًا في التغلغل (لماذا؟) من أجل تسويق صورة علامتها التجارية. ناهيك عن التنوع في الرعاية فستظهر رعاية للنادي، للإعلام، للمشروبات، للتأمين الصحي والإصابات والخ ومن باب التذكير استراتيجية الرعايا هي استراتيجية تسويقية ( رجعنا للتسويق).
خامسًا: ستقوم الأندية بتوظيف إداريين محترفين لهم خبرة واسعة بين الوسط الرياضي لرفع القيمة السوقية للنادي (انته متخيل) أن للنادي أسهم والجمهور ممن يمتلكون الذهب والفضة يشترون من تلك الأسهم.
سادسًا: ستتغير ثقافة اللاعبين، نود منهم أن يكونوا متحدثين في المجال، سيمتلكون قنواتهم الخاصة في السوشال ميديا سيحظون بمشاهدات وأرباح (اتعب على نفسك) الطراز القديم انتهى!
سابعًا: من باب التلخيص سيقل العبء الحكومي، سيتشارك المجتمع ويمكن من باب الأفكار أن تنشأ أندية من الصفر! وتكبر وتنمو وبسرعة غير متوقعة (طبعًا) بفعل التسويق. ويزدهر الاحتراف في كل الألعاب. (مو بس) في كرة القدم.
أخيرًا .. يمكن الخسارة الوحيدة من هذا الاستثمار والتسويق أن نخسر هذه الجملة ذات المشاعر الجياشة ( ولد النادي) فلان إبن النادي له طفولة ومشوار فيتعلق بالنادي وبمافيه من مصائب. إن الخصخصة ستحول اللاعب إلى كريم في امتاع الجماهير في كل مكان. ومن سيئات هذا التوجه ستزدهر أندية وقد تتلاشى أخرى.