نعم، وبلا تردد اذا كنت مصمم جرافيكي فأنا أكاد أن أكون متأكد وبنسبة ١٠٠٪ بأنك مرهف وقلبك معطاء وتحب المساعدة! لأن لو رجعت لتاريخك منذ أول تصميم إلى يومنا هذا فأنت معطاء من جميع النواحي لأنك تصنع الحب المباح وتسحر العيون بالحلال وتقوم بالواجبات والمستحبات اتجاه عميلك.
وفق تجربتي ووفق حديث الأحبة ممن يتدربون معي في الدورات والورش أجد أن الكثيرين مرهفين جدًا على الرغم من العملاء الذين يسيئون إليهم بالصوت والصورة. إن عطاء المصمم الجرافيكي يأتي من الدافعية الأصلية المتأصلة فيه منذ بداية مشواره فهو يجد نفسه مفكر، ملهم، مبتكر ومؤسس لكل مشروع ساهم فيه. إن الدافعية الأصلية هي نظرية من نظريات التعلم التي تقول بأن هناك شيء يحرك الفرد لعمل شيء ما بشعور وبدون شعور من أجل هدفٍ نابع من الداخل. ماهو هذا الهدف النابع من داخلكم يامعشر المصممين؟
لذلك من نرجسية المصمم أن يفخر ويسعد بكلمات المديح لأعماله الفنية أكثر من فرحه عن الأرقام في حسابه البنكي، فتجده يود أن ينهي المشروع للنهاية كي ينطلق بالشكل الصحيح والمطلوب بدون أن يستلم في أغلب الأحيان دفعة واحدة من الأجر المتفق عليه. إنها الدوافع التي عادةً ماتكون أغلى من كل شيء.
إذا ذلك هو الدافع النابع من الداخل، فماهو الحافز؟ الحافز هو مؤثر خارجي قد يكون مادي او اجتماعي تستجيب له الدوافع فالطعام حافز يستجيب له الجوع، الجائزة حافز يحرك دوافعنا، أي أن الدوافع منك وفيك أما الحوافز فهي قوة خارجية. ولكل مصمم منا حوافز تحرك دوافعه.
لذلك لو توفرت الحوافز الصحيحة التي تحرك دوافع المصمم فأن قلبه سينبض عطاء وشغف حتى آخر ساعة من الليل لدرجة أنه سيتمنى لوكان اليوم أكثر من ٢٤ ساعة كي يمنح عميله كل مالديه من ابداع وفن. لذلك عزيزي القارئ حاول انتقاء العميل الذي يوفر لك أرضية خصبة من الحوافز التي تساهم في تشجيعك علي العمل.
إن هذا القلب المرهف جاء ليثبت شخصية المصمم الحقيقية، فاذا قلبك لا يحتوي تلك الصفة فراجع نفسك!