للأسف الشديد ولسوء الحظ أن يشتهر الآخرون (المغفلون) ممن يستخفون بعقول الناس أو ممن يلعبون على حاجات الناس في سبيل الشهرة والمال والوجاهة الاجتماعية الزائفة. حيث انتشرت حسابات شخصية تتلاعب بالمتابعين بعد عرض عددًا من الدنانير بنية التسويق (إن صحة النية).
يخرجون بمقاطع الفيديو التي فيها قدر كبير من الاستخفاف والاستهزاء ويعرضون الأوراق المالية على سياراتهم أو بين أيديهم أو على السجاد ومن ثم يطلبون من المتابعين بأن يتابعوهم ويتابعوا حسابات أخرى في سبيل الحصول على الخمسين دينار أو الألف دينار أو أي جائزة تحفز الناس على المشاركة من أجل الجائزة لا أقل ولا أكثر.
أنا لست ضد الجوائز والهبات، فالتسويق يشجع على استخدام استراتيجية الجوائز والهبات ولكن التسويق في المقام الأول له قواعد أخلاقية جمة وفوائد على المجتمع والاقتصاد على الرغم من أن مجموعة واسعة من حسابات منصات التواصل الاجتماعي للأفراد والشركات نجحت في تقديم جوائزها بشكل أخلاقي ومفيد للطرفين.
إلا أن بعض الأفراد قد انتهزوا هذه الفرصة في سبيل تحقيق أهداف مؤقتة كاذبة وسوداء، لقد استطاعوا في تكوين جيش ضعيف الإيمان همه الأول الهدية والمال مع نقص شديد في أكسجين الحياة، العلم والعمل. إنه من المقيت أن يلاحقونك الناس (الأطفال) من أجل الجائزة الأسبوعية ذات القيمة المهينة. فينتظرونك الناس كي تطل عليهم بكرمك وشفقتك رغم الشروط الباخسة البائسة التي يضعها (أبو الملاين). فتبدأ الشروط من باب الضحك أن تتابعني وتكتب لي شكرا وثم ترسلها لصديق وبعدها تعمل منشن لحساب دجاجة جارنا (شخباري).
مازلت على يقين أن هناك صادقين ملهمين قد قدموا بتلك الجوائز حياة لمن فقد حياته، بيت لمن فقد ملجأه، علم لمن لن يجد التعلم. فؤلائك لهم الشكر والتقدير لاستخدامهم التسويق المبدع، كانت أهدافهم ذكية تصب في مصلحة المجتمع والاقتصاد. حيث كان لهم دور بارز في تسويق عددًا من المشاريع والعلامات المحلية. عوضًا عن ذلك فهناك عدد كبير من العلامات التجارية حول العالم نجحت في تقديم جوائز بالملايين إلى جمهورها لكن بدون استخفاف، بدون إهانة وبدون الرقصات الجارحة. بل كان لتلك الجوائز أثر كبير في نمو العلامة ونمو مبيعاتها وأنا مع هذا النوع اللطيف من التسويق.
التسويق له فضائل كبرى على المجتمع وأهمها تحسين جودة الحياة، تثقيف العميل وزيادة الوعي للجمهور المستهدف بالعلامة التجارية وبما تقدم من خدمات ومنتجات. التسويق يحدد حاجة المستهلك ويحاول إيجاد حلول مبتكرة لسد تلك الحاجات. التسويق يوفر خيارات ونصائح وأكثر لا يسعني المقام لذكرها.
التسويق من علوم الإنسانيات المهتمة بشأن الإنسان، فلا إهانة ولا تجريح ولا وعود كاذبة. فالنصيحة الأخيرة بعدما شاهدت عددًا من الحسابات الشخصية للمشاهير الأفاضل ممن اشتهروا بتوزيع الجوائز والمكارم فقط أن يرحموا المجتمع في لغتهم، لهجتهم، تصويرهم.